إسحاق وغيره، وقال في آخر الكلام عليه: وأحسنها إسنادًا رواية الوليد بن كثير، عن محمَّد بن كعب، يعني عن عبيد الله بن عبد الرحمن ابن رافع، عن أبي سعيد، وأعله ابن القطان بجهالة راويه عن أبي سعيد واختلاف الرواة في اسمه واسم أبيه، قال ابن القطان: وله طرق أحسن من هذه، قال قاسم بن أصبغ في مصنفه: حدثنا محمَّد بن وَضَّاح، ثنا عبد الصمد بن أبي سكينة الحلبي بحلب، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: قالوا: يا رسول الله إنك تتوضأ من بئر بضاعة، وفيها ما يُنَجِّي (١) الناس والمحائض والخبث فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الماء لا ينجسه شيء".
وقال محمَّد بن عبد الملك بن أيمن في مستخرجه على سنن أبي داود: حدثنا محمَّد بن وضاح به، قال ابن وضَّاح: لقيت ابن أبي سكينة بحلب، فذكره، وقال قاسم بن أصبغ: هذا من أحسن شيء في بئر
بضاعة، وقال ابن حزم: عبد الصمد مشهور، قال قاسم: ويُروى عن سهل بن سعد في بئر بضاعة من طرق هذا خيرها.
وقال ابن منده في حديث أبي سعيد: هذا إسناد مشهور، قلت: ابن سكينة الذي زعم ابن حزم إنه مشهور، قال ابن عبد البر وغير واحد: إنه مجهول، ولم نجد عنه راويا إلا محمَّد بن وضاح.
وقال الحافظ أيضا: وفي الباب عن جابر بلفظ: "إن الماء لا ينجسه شيء" وفيه قصة رواها ابن ماجه، وفي إسناده أبو سفيان طريف بن شهاب، وهو ضعيف متروك، وقد اختلف فيه على شريك الراوي
عنه، وعن ابن عباس بلفظ:"الماء لا ينجسه شيء" رواه أحمد، وابن خزيمة وابن حبان، ورواه أصحاب السنن بلفظ:"إن الماء لا يُجْنبُ"
(١) يقال: نَجَا الغائط نجوًا من باب قتل: خرج، ويسند الفعل إلى الإنسان أيضا، فيقال: نجا الرجل: إذا تغوط، ويتعدى بالتضعيف. اهـ المصباح جـ ٢ ص ٥٩٥.