دليلا، والثاني أحوط، وأوفق باتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -. انتهى. وقد مضى تحقيق الخلاف في ذلك برقم ١٨٠/ ٢٨٥، فراجعه.
(فقالت اليهود: ما يَدعُ) أي يترك (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) هذا من الرواية بالمعنى، وإلا فَهُم لا يعترفون برسالته، وفي رواية أبي داود:"ما يريد هذا الرجل أن يَدَعَ شيئا من أمرنا إلا خالفنا فيه"(فقام أسيد بن حضير) -بالتصغير فيهما- الأنصاري الأوسي، أسلم قبل سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير، وكان ممن شهد العقبة الثانية، وبدرا، والمشاهد بعدهما (وعباد بن بشر) من بني عبد الأشهل من الأنصار، أسلم بالمدينة على يد مصعب أيضا، وشهد بدرا، وأبلى يوم اليمامة، واستشهد بها (فأخْبَرَا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -) أي بما قالت اليهود، وعن أبي داود "فقالا: يا رسول الله، إن اليهود تقول كذا وكذا (قالا: أنجامعهن في المحيض) أي أتأمرنا بمخالفة اليهود فيهن المخالفة التامة، فنجامعهن في حالة الحيض، وإنما حملهما على ما قالاه شدة بغضهما لليهود، وإدخال الغيظ عليهم في ذلك (فتَمَعَّر) بفتحات وتشديد العين، أي تغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (تمعرا شديدا) وأصل التمعر: قِلَّةُ النَّضارة، وعدم إشراق اللون، ومنه المكان الأمْعَر، وهو الجَدْب الذي ليس فيه خصْب. وإنما تغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قولهما هذا لمخالفته نص القرآن، قاله في المنهل (١).
(حتى ظننا أن) "أن" مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوفا، كما قال ابن مالك في الخلاصة: