للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والمرأة التي نزلت قصر بني خلف لا يعرف اسمها، وأما أختها فقيل: هي أم عطية، وقيل: غيرها، وعليه مشى الكرماني، قال الحافظ رحمه الله: وعلى تقدير أن تكون أم عطية، فلم نقف على تسمية زوجها أيضا (١).

(قالت) أم عطية (نعم بأبا) قال الكرماني رحمه الله: فيه أربع نسخ -يعني في رواية البخاري- المشهور بأبي، وبيَبي، بقلب الهمزة ياء، وبأبا، بالألف بدل الياء، وبيابا، بقلب الهمزة ياء.

قال البدر العيني رحمه الله: الباء في "بأبي" متعلقة بمحذوف تقديره أنت مَفْديٌّ بأبي، فيكون المحذوف اسما، وما بعده في محل رفع على الخبرية، ويجوز أن يكون المحذوف فعلا، تقديره فَدَيْتُهُ بأبي، ويكون ما بعده في محل نصب، وهذا الحذف لطلب التخفيف، لكثرة الاستعمال وعلم المخاطب به، واللغتان الأوليان فصيحتان، وأصل بابا: بأبي هو، ويقال: بَأبَأتُ الصبيَّ: إذا قلت له: بأبي أنت وأمي، فلما سكنت الياء قلبت ألفا، وفي رواية الطبراني "بأبي هو وأمي" (٢).

(قال) - صلى الله عليه وسلم - (لتَخرُجِ العواتق) اللام لام الأمر، ولذا جزم الفعل، وكسر لالتقاء الساكنين.

والعواتق: جمع عاتق، وهي من النساء من بلغت الحُلُم، أو قاربت، واستحقت التزويج أو هي الكريمة على أهلها. قاله السندي. وقال ابن منظور رحمه الله: جارية عاتق: شابة، وقيل: العاتق البكر التي لم تِبنْ عن أهلها، وقيل: هي التي بَيْنَ التي أدركت، وبين التي عَنَسَتْ. والعاتق: الجارية التي قد أدركت، وبلغت، فَخُدِّرت في بيت أهلها, ولم تتزوج، سميت بذلك لأنها عتَقَت عن خدمة أبويها, ولم


(١) فتح جـ ١ ص ٤٠٥.
(٢) عمدة القاري جـ ٣ ص ٤٠٣.