وعنه جرير بن حازم، وهو من شيوخه، والأصمعي، والخُرَيبي، وهما من أقرانه، وأحمد، وإسحاق، وعلي بن المديني، وآخرون.
وثقه ابن معين، والعجلي، وقال: كثير الحديث، وكان له فقه، وقال أبو حاتم: صدوق، وهو أحب إليَّ من رَوْح بن عُبَادة، وقال محمَّد بن عيسى الزَّجَّاج: قال لي أبو عاصم: كل شيء حدثتك حدثوني به وما دلست قط، وقال ابن سعد: كان ثقة فقيها، وقال عُمر بن شَبَّة: والله ما رأيت مثله، وقال ابن خراش: لم يُرَ في يده كتاب قط، وقال الآجري عن أبي داود: كان يحفظ قدر ألف حديث من جيد حديثه، وكان فيه مزاح. وقال البخاري: سمعت أبا عاصم يقول: منذ عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحدا قط، وقال الخليلي: متفق عليه زُهْدًا وعلمًا وديانةً وإتقانًا، قيل: إنه لُقِّبَ النَّبيلَ لأن الفيل قدم البصرة، فخرج الناس ينظرون إليه، فقال له ابن جريج: مالك لا تنظر؟ قال: لا أجد منك عوضًا، فقال له: أنت النبيل، وقيل: لأنه كان يلبس جيد الثياب، وقيل: لأن شعبة حلف أن لا يحدث أصحاب الحديث شهرًا، فبلغ أبا عاصم، فقال له: حدث وغلامي حرّ، وقيل لأنه كان كبير الأنف.
روى إسماعيل بن أحمد والي خراسان، عن أبيه، عن أبي عاصم، أنه تزوج امرأة، فلما أراد أن يُقَبِّلَهَا قالت له: نَحِّ ركبتك عن وجهي، فقال: ليس هذا ركبة، هذا أنف.
وقال ابن قانع: ثقة مأمون، ورَوَى الدارقطني في غرائب مالك من طريق علي بن نصر الجَهْضَمي، قال: قالوا لأبي عاصم: إنهم يخالفونك في حديث مالك في الشفعة، فلا يذكرون أبا هريرة، فقال: هاتوا من سمعه من مالك في الوقت الذي سمعته منه إنما كان قدم علينا أبو جعفر مكة، فاجتمع الناس إليه، وسألوه أن يأمر مالكا أن يحدثهم،