الدوري: سمعت ابن معين يقول: كان عفان أثبت من زيد بن الحباب، وقال: عفان والله أثبت من أبي نعيم في حماد بن سلمة. وقال محمَّد بن العباس النسائي: سألت ابن معين: مَنْ أثبتُ، عبدُ الرحمن بنُ مهدي، أو عفانُ؟ قال: كان عبد الرحمن أحفظ لحديثه، وحديث الناس، ولم يكن من رجال عفان في الكتاب، وكان عفان أسن منه. وقال عمرو بن علي: رأيت يحيى يوما حدث بحديث، فقال له عفان: ليس هو هكذا، فلما كان من الغد أتيت يحيى فقال: هو كما قال عفان، ولقد سألت الله أن لا يكون عندي على خلاف ما قال عفان. وقال ابن معين: كان يحيى إذا تابعه عفان على شيء ثبت عليه، وإن كان خطأ، وإذا خالفه في حديث عن حماد رجع عنه يحيى، لا يُحَدِّث به أصلا، وقال الحسن الزعفراني: رأيت يحيى بن معين يعرض على عفان ما سمعه من يحيى القطان، وقال القظي (١): عفان أثبت من القطان، وقال محمَّد بن عبد الرحمن بن فهم: سمعت يحيى بن معين يقول: عفان أثبت من عبد الرحمن بن مهدي. قال: وسمعت ابن معين يقول: ما أخطأ عفان قط إلا مرة، أنا لقنته إياه، فأستغفر الله قال ابن فهم: وما سمعت يحيى بن معين يستغفر الله قط إلا ذلك اليوم، وقال خلف بن سالم: ما رأيت أحدا يحسن الحديث إلا رجلين بهز وعفان، وقال أحمد: لزمته عشر سنين، وقال أبو حاتم: ثقة إمام متقن وقال ابن عدي بعد أن حكى قول سليمان بن حرب: هذا عفان كان يضبط عن شعبة، والله لو جَهِدَ جُهْدَهُ أن يضبط عن شعبة حديثا واحدا ما قدر عليه، كان بَطيئًا رَديءَ الفهم، ولقد دخل قبره وهو نادم على رواياته عن شعبة. قال ابن عدي: عفان أشهر وأصدق، وأوثق من أن يقال فيه شيء، فإن أحمد كان يرى أن يكتب عنه ببغداد الإملاء من قيام، وأحمد أروى الناس عنه، ولا