للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي المُطَاوع: فانبعث، مثل كَسَرْتُهُ، فانكَسَرَ، وكل شيء يَنْبَعثُ بنفسه فإن الفعل يتعدى إليه بنفسه، فيقال: بَعَثْتُهُ، وكل شيء لا ينبعث بنفسه كالكتاب، والهدية، فإن الفعل يتعدى إليه بالباء، فيقال: بعثت به، وأوْجَزَ الفارابي، فقال: بَعَثَهُ، أي أهَبَّهُ، وبَعَثَ به وجَّهَهُ، أفاده في المصباح (١).

أي أرسلني الله تعالى إلى جميع الناس: العرب، والعجم، والأحمر، والأسود، ولذا أكده بقوله (كافة) أي جميعا.

قال ابن منظور رحمه الله: والكافة: الجماعة، وقيل: الجماعة من الناس، يقال: لقيتهم كافَّةَ، أي كلهم، ومعنى "كافة" في اشتقاق اللغة: ما يكُفُّ الشيءَ في آخره، من ذلك كُفَّةُ القميص، وهي حاشيته وكل مستطيل فَحَرفُهُ كُفَّةٌ -بالضم- وكل مستدير كِفَّة -بالكسر- نحو كِفَّة الميزان (٢).

وقال الفيومي رحمه الله: وجاء الناس كافة، قيل: منصوب على الحال نصبا لازما، لا يستعمل إلا كذلك، وعليه قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: آية ٢٨] أي إلا للناس جميعا، وقال الفَرَّاء في كتاب معاني القرآن: نُصبَتْ لأنها في مذهب المصدر، ولذلك لم تدخل العرب فيها الألف واللام, لأنها آخرٌ لكلام مع معنى المصدر، وهي في مذهب قولك: قاموا معًا، وقاموا جميعا، فلا يدخلون الألف واللام على "معا" , "وجميعا" إذا كانت بمعناها أيضا، وقال الأزهري أيضا: كافة منصوب على الحال، وهو مصدر على فاعلة، كالعافية، والعاقبة ولا يجمع كما لو قلت: قاتلوا المشركين عامة، أو خاصة، لا يُثَنَّى ذلك، ولا يجمع انتهى كلام الفيومي (٣).


(١) المصباح ص ٢١.
(٢) لسان باختصار جـ ٥ ص ٣٩٠٤.
(٣) المصباح جـ ٢ ص ٥٣٦.