للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(وكان النبي) من الأنبياء السابقين (يبعث إلى قومه خاصة) وهذا يشمل نوحا عليه الصلاة والسلام فقد قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [نوح: آية ١] وآدم، نعم قد اتفق في وقت آدم أنه ما كان على وجه الأرض غير أولاده، فعمت نبوته لأهل الأرض اتفاقا، وكذا اتفق مثله في نوح بعد الطوفان حيث لم يبق إلا من كان معه في السفينة، وهذا لا يؤدي إلى العموم، وأما دعاء نوح على أهل الأرض كلها، وإهلاكهم فلا يتوقف على عموم الدعوة، بل يكفي فيه عموم بلوغ الدعوة، وقد بلغت دعوته الكلَّ لطول مدته، كيف والإيمان بالنبي بعد بلوغ الدعوة، وثبوت النبوة واجب، سواء كان مبعوثا إليهم، أم لا، كإيماننا بالأنبياء السابقين، مع عدم بعثتهم إلينا، وفرق بين المقامين، والله أعلم، قاله السندي رحمه الله (١).

تنبيه: قد سقطت من هذه الرواية الخصلة الخامسة، وهي ثابتة في الصحيحين، وهي "وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد من قبلي" ولعلها سقطت سهوا من المصنف، أو أحد الرواة عنه، أو من شيخه الحسن لأن هشيمًا، ومن فوقه ذكروها، كما في رواية الصحيحين.

وليس قوله: "وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" خصلتين بل هما خصلة واحدة لتعلقهما بالأرض فتنبه.

وقوله: (وأحلت لي الغنائم)، وفي رواية "المغانم" قال الخطابي رحمه الله: كان من تقدم على ضربين: منهم من لم يؤذن له في الجهاد، فلم تكن لهم مغانم، ومنهم من أذن له فيه، لكن كانوا إذا غَنمُوا شيئًا لم يحل لهم أن يأكلوه، وجاءت نار فأحرقته.

وقيل: المراد أنه خص بالتصرف في الغنيمة يصرفها كيف يشاء، والأول أصوب، وهو أن مَن مَضى لم تحل لهم الغنائم أصلا، قاله في الفتح (٢). وبالله التوفيق، وعليه التكلان.


(١) شرح السندي جـ ١ ص ٢١١ - ٢١٢.
(٢) فتح جـ ١ ص ٥٢٢.