للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هذا الإسناد

منها: أنه من سداسياته، وأن رواته ثقات غير شيخه، فصدوق.

ومنها: أنهم مدنيون إلا الليث وبكرا فمصريان.

ومنها: أن فيه رواية تابعي عن تابعي.

ومنها: أن صحابيه أحد المكثرين السبعة، روى ١١٧٠ حديث.

ومنها: أن فيه الإخبار والتحديث والعنعنة.

شرح الحديث

(عن أبي سعيد) الخدري رضي الله عنه (أن رجلين) لم يسميا (تيمما، وصليا) وعند أبي داود "عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رجلان في سفر، فحضرت الصلاة، وليس معهما ماء، فتيمما صعيدا طيبا، فصليا .. " (ثم) بعد صلاتهما بالتيمم (وجدا ماء) كافيا للوضوء (في الوقت) فيه ردّ على من تأول الحديث بأنهما وجدا الماء بعد الوقت (١) (فتوضأ أحدهما، وعاد لصلاته) أي رجع لأداء صلاته بالطهارة الكاملة إمَّا ظنًا بأن الأُولى باطلة، وإما احتياطا.

(وعاد) ثلاثي من العَوْدَة، يقال: عاد إلى كذا، وعادَ له أيضا، يَعُودُ، عَوْدَةً، وعَوْدًا: صار إليه، وفي التنزيل: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} (٢) [الأنعام: آية ٢٨]، ولأبي داود: "فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء".

(ما كان في الوقت) "ما" مصدرية ظرفية، أي ما دام الرجل ثابتا في الوقت، وهو ظرف لعاد، يعني أنه عاد للصلاة مرة أخرى في نفس الوقت (ولم يعد الآخر) يحتمل أن يكون من العودة ثلاثيا، وهو المناسب للأول، وأن يكون من الإعادة، أي لم يَعُدْ إلى الصلاة مرة


(١) المنهل جـ ٣ ص ١٩٥.
(٢) المصباح جـ ٢ ص ٤٣٦.