وجبريل"، وفي رواية لأبي سعيد في شرف المصطفى: أنه "أتي بالمعراج من جنة الفردوس، وأنه مُنَضَّدٌ باللؤلؤ، وعن يمينه ملائكة، وعن يساره ملائكة.
وأما المحتج بالتعدد فلا حجة له، لاحتمال أن يكون التقصير في ذلك الإسراء من الراوي، وقد حفظه ثابت عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"أتيت بالبراق- فوصفه، قال- فركبته حتى أتيت بيت المقدس، فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد، فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت فجاءني جبريل بإناءين -فذكر القصة، قال- ثم عرج بي إلى السماء". وحديث أبي سعيد دال على الاتحاد. انتهى فتح الباري
جـ ٧ ص ٢٤٨.
قال الجامع: تقدم قريبًا أن ما في حديث حذيفة وغيره من ركوب جبريل معه، لا يزول إلا بالحمل على التعدد، فتأمل. والله تعالى أعلم.
تنبيهان:
الأول: ذكر الحافظ رحمه الله في "الفتح" في "كتاب الصلاة" اختلاف العلماء في أن المعراج هل كان في ليلة الإسراء أم لا؟ فقال عند قول البخاري "باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء" ما نصه: وهذا مصير من الصنف -يعني البخاري- إلى أن المعراج كان في ليلة الإسراء، وقد وقع في ذلك اختلاف؛ فقيل: كانا في ليلة واحدة في يقظته - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو المشهور عند الجمهور، وقيل: كانا جميعًا في ليلة واحدة في