منامه، وقيل: وقعا جميعًا مرتين في ليلتين مختلفتين: إحداهما يقظة، والأخرى منامًا، وقيل: كان الإسراء إلى بيت المقدس خاصة في اليقظة، وكان المعراج منامًا: إمَّا في تلك اليلة أو في غيرها.
والذي ينبغي أن لا يجري فيه الخلاف: أن الإسراء إلى بيت المقدس كان في اليقظة لظاهر القرآن، ولكون قريش كذبته في ذلك، ولو كان منامًا لم تكذبه فيه، ولا في أبعد منه (١).
الثاني: أنه تقدم في رواية ثابت عن أنس: قوله "فربطته -يعني البراق- بالحلقة" وقد أنكر ذلك حذيفة رضي الله عنه، فَرَوى أحمد والترمذي من حديث حذيفة، قال:"تَحَدَّثُون أنه رَبَطه، أخَافَ أن يَفرَّ منه، وقد سخر له عالم الغيب والشهادة؟! ".
قال البيهقي رحمه الله: المثبت مقدم على النافي، يعني من أثبت ربط البراق والصلاة في بيت المقدس، معه زيادة علم على من نفى ذلك، فهو أولى بالقبول.
ووقع في رواية بُرَيْدَة عند البزار "لما كان ليلة أسري به فأتى جبريل الصخرة التي ببيت المقدس فوضع أصبعه فيها، فخرقها، فشد بها البراق، ونحوه للترمذي.
وأنكر حذيفة أيضًا في هذا الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى في بيت المقدس،
واحتج بأنه "لو صلى فيه لكُتِب عليكم الصلاةُ فيه، كما كتب عليكم الصلاة في البيت العتيق".