للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جاءه"، وكونه موصولًا أجود، لأنه مُخْبَر عنه، والمخبر عنه إذا كان معرفة أولى من كونه نكرة. اهـ. "فتح" جـ ٧ ص ٢٥٠.

(قال) - صلى الله عليه وسلم - (فأتيت) بالبناء للفاعل (على آدم -عليه السلام-) أي مررت عليه.

وعند البخاري: "فلما فتح علونا السماء الدنيا، فإذا رجل قاعِدٌ على يمينه أسْوِدَةٌ (١)، وعلى يساره أسودة، إذا نَظَر قبَلَ يمينه ضَحِكَ، وإذا نَظَر قِبَلَ يساره بكى، فقال: مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح، قلت لجبريل: مَنْ هَذَا؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودةُ عن

يمينه وشماله نَسَم (٢) بَنِيه، فأهلُ اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر عن شماله بكى".

وفيه أن أرواح بني آدم من أهل الجنة والنار في السماء، وهو مشكل؛ قال القاضي عياض: قد جاء أن أرواح الكفار في سِجِّين، وأن أرواح المؤمنين مُنَعَّمَة في الجنة -يعني فكيف تكون مجتمعة في سماء الدنيا؟.

وأجاب بأنه يحتمل أنها تعرض على آدم أوقاتًا فصادف وَقْتُ عرضها مُرُورَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وَيَدُلُّ على أن كونهم في الجنة والنار إنما هو في


(١) الأسودة: كأزمنة هي الأشخاص من كل شيء. اهـ. فتح الباري جـ ١ ص ٥٥٠.
(٢) جمع نَسَمَة وهي الروح. اهـ. فتح الباري.