للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولم يُذْكَرْ هنا جوابُ جبريل لهذا السؤال، وقد ذُكِرَ عند البخاري وغيره. "قال: نعم". فقال الخازن: (مرحبًا به) أي أصاب رُحْبًا وسَعَةً، وكَنَّى بذلك عن الانشراح.

وفي "اللسان": وقال الليث: معنى قول العرب: مَرْحَبًا: انْزِلْ فِي الرُّحبِ والسَّعَةِ، وَأقِمْ، فَلكَ عندَنَا ذلك، وسُئلَ الخليلُ عن نَصْب مَرْحَبًا؟ فقال: فيه كَمِينُ الفعلِ. أراد بَه انْزِلْ، أَوْ أقِمْ، فَنُصبَ بفعل مضمر، فلما عُرِفَ معناَه المرادُ به، أمِيتَ الْفِعْلُ. اهـ جـ ٣ ص ١٦٠٦.

واستنبَطَ منه ابنُ المُنَيِّرِ جوازَ ردّ السلام بغير لفظ السلام، وتُعُقِّبَ بأن قول الملك: "مرحبًا به" ليس ردًا للسلام، فإنه كان قبل أن يَفْتَحَ البابَ، والسياق يرشد إليه، وقد نَبَّهَ على ذلك ابنُ أبي جَمْرَةَ، ووقع هنا أن جبريل قال له عند كل واحد منهم: "سَلِّمْ عليه" قال: "فسَلَّمْتُ

عليه، فَرَدَّ عَلَيَّ السلامَ"، وفيه أنه رآهم قبل ذلك. اهـ. "فتح" جـ ٦ ص ٢٤٩.

(وَلنِعمَ المجيءُ جاء) قيل: المخصوص بالمدح محذوف، وفيه تقديم وتأخير، والتقدير "جَاءَ فنعم المجيءُ مجيئه".

وقال ابن مالك: في هذا الكلام شاهد على الاستغناء بالصلة عن الموصول، أو الصفة عن الموصوف في باب نِعْمَ، لأنها تَحْتَاجُ إلى فاعل، هو المجيءُ، وإلى مخصوص بمعناها وهو مبتدأ أو مُخْبَرٌ عنه بِنِعْمَ، وَفَاعلهَا، فهو في هذا الكلام وشبهه موصول، أو موصوف بجاء، والَتَقدير: "نِعْمَ المجيءُ الذي جاء"، أو "نعم المجيء مجيء