وفيه دليل على أن الاسم أولى في التعريف من الكنية، قاله في الفتح.
قال الجامع: هذا إذا لم تكن الكنية أشهر من الاسم، كأبي بكر، وإلا فالعكس أولى، ومثله اللقب، لأن المقصود التعريف المميز عن المشاركين، فما كان أعرف عند الناس فهو أولى لهذا الغرض. والله أعلم.
(قيل: وقد أرسل إِليه؟) أي قال خازن السماء لما استفتحه جبريل: وقد أرسل إليه؟ أي للعروج إلى السماء، بدليل قوله:"إليه"، لأنه لو كان المرادُ الإرسالَ، بمعنى النبوة، لقال: وقد أرسِلَ إلى الناس؟، ويَحتَمِلُ أن يكون المرادُ أرسِلَ إليه بالنبوة، وإنما سأل عنه لاشتغاله بالعبادة عن علم ذلك، لكن هذا بعيد.
قيل: الحكمة في سؤال الملائكة الإرسال إليه: أن الله تعالى أراد اطِّلاعَ نبيه - صلى الله عليه وسلم - على أنه معروف عند الملأ الأعلى، لأنهم قالوا: أأرسل إليه؟ " فَدَلَّ على أنهم كانوا يعرفون أن ذلك سيقع له، وإلا لكانوا يقولون: ومن محمد؟ مثلًا. اهـ. "فتح" جـ ٦ ص ٢٤٩.