للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في الخامسة، وَسِيَاقُهُ يدل على أنه لم يَضْبِطْ منازلهم أيضًا، كما صَرَّحَ به الزهريُّ، وروَاية مَن ضَبَطَ أولى، ولا سَيما مع اتفاق قتادة وثابت، وقد وافقهما يَزِيدُ بنُ أبي مالك، عن أنس، إلا أنه خَالَفَ في إدريس، وهارون، فقال: "هارون في الرابعة، وإدريسُ في الخامسة"، ووافقهم أبو سعيد إلا أن في روايته "يوسف في الثانية، وعيسى ويحيى في الثالثة"، والأول أثبتُ.

وقد استُشْكلَ رُؤية الأنبياء في السموات مع أن أجسادهم مُسْتَقِرَّةٌ في قبورهم بالأرَض.

وأجِيبَ بأن أرواحهم تَشكَّلَت بصُورِ أجسادهم، أو أحْضِرَت أجسادهم لملاقاة النبي - صلى الله عليه وسلم - تلكَ الليلةَ تشريفًا له وتكريمًا، ويؤيده حديث عبد الرحمن بن هاشم، عن أنس، ففيه: "وَبُعِثَ له آدم فَمَن دونه من الأنبياء". فافهم. اهـ. "فتح" جـ ٧ ص٢٥٠.

قال الجامع: الظاهر هو أنهم أحضروا بأجسادهم، لظواهر هذه الأحاديث الصحيحة، ولا يُعْدَلُ عن ذلك، والاستشكالُ في مثل هذا غير صحيح، لأن الأمور الغيبية لا تقاسُ على الشاهد، بل يجب تسليم ما صح منه، والله على كل شيء قدير.

(فسلمت عليهما) أي بأمر جبريل، كما مَرَّ (فقالا) بعد رد السلام عليه، وللبخاري: "قال: هذا يحيى وعيسى فَسَلِّم عليهما،