للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أوصاف: ظِلٌّ مَمْدُود، وطَعَام لَذيذٌ، ورائحة زَكيَّة، فكانت بمنزلة الإيمان الذي يَجمع القول والعمل والنية، والظل بمنزلة العمل، والطعم بمنزلة النِّيَّة، والرائحة بمنزلة القول.

(وإِذا في أصلها أربعة أنهار) أي يخرج من أصل سدرة المنتهى أربعة من الأنهار، فـ"في" بمعنى "من" كما هو عند مسلم: "يخرج من أصلها"، ووقع عنده من رواية أبي هريرة: "أربعة أنهار من الجنة: النيل، والفرات، وسيحان، وجيحان"، فيحتمل أن تكون سدرة

المنتهى مغروسة في الجنة، والأنهار تخرج من تحتها، فيصح أنها من الجنة. اهـ "فتح" جـ ٧ ص ٢٥٤.

(نهران باطنان) أي عن أبصار الناظرين، (ونهران ظاهران) أي لأبصار الناظرين، قال - صلى الله عليه وسلم -: (فسألت جبريل) عن الأنهار، (فقال: أما) النهران (الباطنان ففي الجنة) أي فنهران يصبان في الجنة.

قال ابن أبي جمرة: فيه أن الباطن أجل من الظاهر، لأن الباطن جعل في دار البقاء، والظاهر جُعل في دار الفناء، ومن ثم كان الاعتماد على ما في الباطن، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم". قاله في الفتح.

(وأما الظاهر فالفرات) هو نهر عظيم مشهور يخرج من حُدُود الرُّوم، ثم يمر بأطْراف الشام، ثم بالكوفة، ثم بالحْلَّة، ثم يلتقي مع دِجْلَة في البَطَائح، ويَصيران نهرًا واحدًا، ثم يَصُبُّ عَندَ عبَّادان في بَحرِ فارِس. قاله الفيومي في "المصباح".

وقال العيني: والفُرَات اسم نهر بالكوفة، قاله الجوهري، واختلفوا