أي السدرة- لي، باللام، أي من أجلِي. ويُجمَعُ بين الروايتين بأن المراد أنه رُفِعَ إليها، أي ارتُقِي به، وظَهَرت له، والرَّفْعُ إلىِ الشيء يُطَلَقُ على التقريب منه، وقد قيل في قوله تعالى:{وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}[الواقعة: ٣٤].
وسبب تسميتها بسدرة المنتهى سيأتي في حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وسَنُحَقِّقُ الاختلاف في كونها في السادسة أو في السابعة هناك إن شاء الله تعالى.
(فإِذا نبقها)"إذا" للمفاجأة، والنَّبِقُ: -بفتح النون، وكسر الباء الموحدة، وسكونها أيضًا- جمع نَبِقةٍ، وهي ثَمرُ السِّدْرِ.
(مثل قِلَالِ هَجَر) قال الخطابي رحمه الله: القلالُ -بالكسر- جمع قُلَّةٍ -بالضم- هي الجِرَارُ، يُريد أنّ ثَمَرها في الكبَر مثل القِلال، وكانت معروفة عند المخاطبين، فلذَلك وَقَع التمثيل بها، وهي التي وقع تحديد الماء الكثير بها في قوله "إذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَينِ".
وقوله:"هَجَر" -بفتح الهاء، والجيم-: بلدة بقرب المدينة، مذكر منصرف، وهو غير هَجَرِ البَحْرَين، وقيل. غير منصرف؛ للعلمية والتأنيث باعتبار البلدة. أفاده العيني في "العمدة" جـ ١٧ ص ٢٨.
(وإِذا وَرَقُهَا مثل آذان الفِيَلَةِ) بكسر الفاء وفتح الياء التحتانية، بعدها لام، جمع فِيلٍ. ووقع عند البخاري في بدء الخلق "مثل آذان الفُيُول"، وهو جَمْعُ فيل أيضًا.
قال ابن دِحْيَة: اخْتِيرَت السِّدْرة دون غيرها؛ لأن فيها ثلاثة