للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لما فيها من شدة العُذُوبَةِ والحُسْن والبَرَكَةِ، والأول أولى. والله أعلم.

(ثم فُرِضت عليّ خمسون صلاة) وفي الرواية الآتية: "فرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة".

قال الحافظ رحمه الله: يحتمل أن يكون في كل من الروايتين اختصار، أو يقال: ذكر الفرض عليه، يستلزم الفرض على الأمة، وبالعكس، إلا ما يستثى من خصائصه.

والحكمة في تخصيص فرض الصلاة بليلة الإسراء أنه - صلى الله عليه وسلم - لما عُرِجَ

به، رَأى في تلك الليلة تَعَبُّدَ الملائكة، وأنَّ منهم القائم فلا يقعد، والراكع فلا يسجد، والساجد فلا يقعد، فجمع الله له ولأمته تلك العبادات كلها في كل ركعة يصليها العبد، بشرائطها من الطمأنينة والإخلاص، أشار إلى ذلك ابن أبي جمرة، وقال: وفي اختصاص

فرضيتها بليلة الإسراء إشارة إلى عظيم بيانها، ولذا اختص فرضها بكونه بغير واسطة، بل بمراجعات تعددت على ما سبق بيانه، اهـ. "فتح" جـ ٧ ص ٢٥٦.

(فأتيت على موسى، فقال: ما صنعتَ؟) "ما": استفهامية، أيْ أيَّ شيء صنعته في هذا الإسراء (قلت: فرضت علي خمسون صلاة، قال) موسى عليه الصلاة والسلام: (إني أعلم الناس منك) في معالجة الناس (إِني عالجت بني إِسرائيل أشد المعالجة) والجملة تعليل لكونه أعلم مه (وإن أمتك لن يطيقوا ذلك، فارجع إِلى ربك، فاسأله أن يخفف عنك)، وهذا من كمال شفقة موسى عليه الصلاة والسلام.