للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفاء: الطير الذي يُلقِي نفسَهُ في ضوء السراج، واحدتها فَرَاشَة.

كذا فَسَّرَ المبهم في قوله "ما يغشى" بالفراش، ووقع في رواية يزيد ابن أبي مالك عن أنس "جراد من ذهب" قال البيضاوي: وذكر الفراش وقع على سبيل التمثيل، لأن من شأن الشجر أن يسقط عليها الجراد وشبهه، وجعلها من الذهب لصفاء لونها وإضاءتها في نفسها. انتهى.

وقال الحافظ: ويجوز أن يكون من الذهب حقيقة، ويخلق فيه الطَّيرَان، والقدرةُ صالحةٌ لذلك. اهـ جـ ٧ ص ٢٥٣.

قال الجامع: وهذا الاحتمال الثاني هو المتعين، وما قاله البيضاوي غير صحيح عندي، لأن كلام الشارع إذا أمكن حمله على ظاهره لا يُعَدَلُ عنه إلى غيره إلا بدليل صارف عن ظاهره، فدَعوَى المجاز غير صحيح. والله أعلم.

وفي حديث أبي سعيد وابن عباس: "يغشاها الملائكة"، وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي: "على كل ورقة منه ملك" ووقع في رواية ثابت عن أنس عند مسلم "فلما غشيها من أمر الله تَغَيَّرَتْ فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها"، وفي رواية حميد عن أنس عند ابن مردويه نحوه، لكن قال: تحولت نَوْتًا (١)، ونحو ذلك. قاله في الفتح.

(فأعطي) بالبناء للمفعول، وعند مسلم: "فأعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وللترمذي: "فأعطاه الله عندها" أي عند سدرة


(١) النَّوْت بفتح فسكون، كالنَّيْتِ: التَّمايُلُ من ضعف. قاله في "ق".