للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المنتهى (ثلاثًا) أي خصالًا ثلاثًا، زاد الترمذي: "لم يُعطهنَّ نبيًا كان قبله".

(الصلوات الخمس) بالنصب بدل من ثلاث، أو مفعولًا لفعل محذوف، كما بينته رواية مسلم "أعطي الصلوات الخمس" وهو الأوْلَى، لأن أولى ما تفسر به الرواية ما جاء في رواية أخرى، ويحتمل الرفع خَبَرًا لمحذوف، أي إحداها: الصلوات الخمس (وخواتيم سورة البقرة) كإعراب سابقه، ولمسلم: "وأعطي خواتيم سورة البقرة". قيل معنى قوله "أعطِيَ خواتيم سورة البقرة" أي أعطي إجابة دعواتها.

قال الجامع: هذا المعنى غير صحيح، بل المعنى أنه أعطي هذه الخواتيم من ذلك المحَلِّ الأعلى، ففي رواية أحمد قال: حدثنا حسين، حدثنا شيبان، عن منصور، عن ربعي، عن خَرَشَةَ بن الحُرِّ، عن المعْرُور بن سُوَيد، عن أبي ذَرّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يُعْطَهُنَّ نبي قبلي".

وأخرج أحمد أيضًا بسند حسن -كما قال الحافظ ابن كثير عن عُقْبَةَ ابن عامر الجُهَنِيّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ الآيتين من آخر سورة البقرة، فإني أعطيتهما من كنز تحت العرش". إلى غير ذلك من الأحاديث. انظر "تفسير الحافظ ابن كثير" جـ ١ ص ٣٤٨، ٣٥١.

قال العلامة السندي رحمه الله: كَأنَّ المراد أنه قَرَّرَ له إعطاءها، وأنه ستنزل عليك، ونحوه، وإلا فالآيات مدنيات. اهـ جـ ١ ص ٢٢٤.