للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتشديد النون بإدغام نون الكلمة في نون الوقاية، من الإيذان، وهو الإعلام، أي أعلمني ببلوغك إياها، وإنما أمرته بذلك لتُمليَ عليه ما ظنته من الآية، ثم ذكرت الآية المشار إليها بقولها: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ} أمر الله تعالى عباده بالمحافظة على الصلوات بأدائها في

أوقاتها. وحفظ حدودها وآدابها.

{وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} بالجر عطفًا على الصلوات، أي وحافظوا على أداء الصلاة الوُسْطَى.

والوُسْطى: فُعْلَى، مؤنثة الأوسط، وهي من الوسَطَ الذي هو الخِيَارُ، وليست من الوَسَط الذي معناه متوسط بين شيئين، لأن فُعْلى معناها التفضيل، ولا يُبْنَى للتفضيل إلا ما يَقْبَلُ الزيادة والنقص، والَوسط بمعني العدل والخيار يقبلها بخلاف التوسط بين الشيئين، فإنه لا

يقبلهما، فلا يبنى منه أفعل للتفضيل (١).

وأشار الشيخ زاده في حاشيته على البيضاوي إلى جواز كونه من الوسط بمعنى المتوسط بين شيئين؛ فقال: ثم إن الأوسط قد يكون من الوسط بين الشيئين، وقد يكون اسم تفضيل من الوسط بمعنى العدل والخيار، فالوسط بهذا المعنى يقبل الزيادة والنقصان، فيبنى منه أفعل التفضيل، بخلاف الوسط بمعنى المتوسط بين الشيئين، فإنه لا يقبلهما، ولا يبنى منه أفعل التفضيل، فالأوسط الذي يكون من الوسط بهذا المعنى يكون صفة كأحمر لا اسم تفضيل، فيحتمل حمل الآية على كل


(١) "الفتوحات الإلهية على الجلالين" في التفسير جـ ١ ص ١٩٤.