للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من المعنيين. اهـ. باختصار وتصرف جـ ١ ص ٥٥١.

وكذا ذكر الزمخشري، وابن العربي القولين على الاحتمال. قاله في "المرعاة". جـ ٢ ص ٣٤٠.

وقال العلامة القرطبي رحمه الله: قوله تعالى: {حَافِظُوا} خطاب لجميع الأمة، والآية أمر بالمحافظة على إقامة الصلوات في أوقاتها بجميع شروطها. والمحافظة هي المداومة على الشيء، والمواظبة عليه.

والوُسْطَى تأنيث الأوسط، ووَسَطُ الشيء خيره وأعدله، ومنه قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: ١٤٣]، وقال أعرابي يمدح النبي - صلى الله عليه وسلم - (من البسيط):

يَا أوْسَطَ النَّاسِ طُرًّا فِي مَفَاخِرهِمْ … وأكْرَمَ النَّاسِ أمًّا بَرّةً وَأبَا

ووَسَطَ فُلانٌ القومَ يَسِطُهُم، أي صار في وسطهم.

وأفرد الصلاة الوسطى بالذكر وقد دخلت قبل في عموم الصلوات تشريفًا لها، كقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: ٧]، وقوله: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [الرحمن: ٦٨].

وقرأ أبو جعفر الواسطي "والصلاةَ الوُسْطَى" بالنصب على الإغراء، أي الزموا الصلاةَ الوُسْطى، وكذلك قرأ الحلواني. وقرأ قالون عن نافع "الوُصْطَى" بالصاد لمجاورة الطاء لها، لأنهما من حَيِّز واحد، وهما لغتان كالصراط ونحوه. اهـ (١).


(١) تفسير القرطبي جـ ٣ ص ٢٠٨ - ٢٠٩.