ومنها: أنهم مدنيون، إلا شيخه فبغلاني، وهي قرية من قرى بلخ.
ومنها: أن فيه رواية تابعي عن تابعي.
ومنها: أن فيه الإخبار، والعنعنة.
ومنها: أن أبا هريرة رضي الله عنه أكثر الصحابة حديثا، رَوَى ٥٣٧٤ حديثًا. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "يتعاقبون") أي تأتي طائفة عقب طائفة، ثم تعود الأولى عقب الثانية. قال ابن عبد البر: وإنما يكون التعاقب بين طائفتين، أو رجلين بأن يأتي هذا مرة، ويعقبه هذا، ومنه تعقيب الجيوش؛ أن يجهز الأمير بعثًا إلى مدة، ثم يأذن لهم مي الرجوع بعد أن يجهز غيرهم إلى مدة، ثم يأذن لهم في الرجوع بعد أن يجهز الأولين.
قال القرطبي: الواو في قوله: "يتعاقبون" علامة الفاعل المذكر المجموع على لغة بلحارث، وهم القائلون:"أكلوني البراغيث"، ومنه قول الشاعر:(من الطويل)
بِحُوْرَانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أقَارِبُهْ (١)
(١) صدر البيت كما في اللسان، مادة سلط "وَلَكِنْ دِيَافِيٌّ أبُوهُ وَأمُّهُ" وحوران موضع بالشام، والمراد بالسليط الزيت.