وهي لغة فاشية، وعليها حمل الأخفش قوله تعالى:{وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}[الأنبياء: ٣] الآية، قال: وقد تعسف بعض النحاة في تأويلها وردها للبدل، وهو تكلف مستغنى عنه، فإن تلك اللغة مشهورة، ولها وجه من القياس واضح.
وقال غيره في تاويل الآية: قوله {وَأَسَرُّوا} عائد على الناس المذكورين أوّلًا {الَّذِينَ ظَلَمُوا} بدل من الضمير. وقيل: التقدير أنه لَمَّا قيل: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} قيل: من هم؟ قال: الذين ظلموا، حكاه الشيخ محيي الدين، والأول أقرب، إذ الأصل عدم التقدير.
وتوارد جماعة من الشراح على أن حديث الباب من هذا القبيل، ووافقهم ابن مالك، وناقشه أبو حيان زاعمًا أن هذه الطريق اختصرها الراوي، واحتجَّ بما رواه البزار من وجه آخر عن أبي هريرة بلفظ "إن لله ملائكةً يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار … " الحديث.
قال الحافظ رحمه الله: وقد سومح في العزو إلى مسند البزار مع أن الحديث بهذا اللفظ في الصحيحين، فالعزو إليهما أولى، وذلك أن هذا الحديث رواه عن أبي الزناد مالك في الموطأ، ولم يختلف عليه باللفظ المذكور، وهو:"يتعاقبون فيكم"، وتابعه على ذلك عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه. أخرجه سعيد بن منصور عنه.
وقد أخرجه البخاري في "بدء الخلق" من طريق شعيب بن أبي حمزة،