عن أبي الزناد بلفظ "الملائكة يتعاقبون، ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار". وأخرجه النسائي أيضًا من طريق موسى بن عقبة، عن أبي الزناد بلفظ "إن الملائكة يتعاقبون فيكم"، فاختلف فيه على أبي الزناد. فالظاهر أنه كان تارة يذكره هكذا، وتارة هكذا، فيقوى بحث أبي حيان، ويؤيد ذلك أن غير الأعرج من أصحاب أبي هريرة قد رواه تامًا، فأخرجه مسلم من طريق هَمَّام بن مُنَبِّه، عن أبي هريرة مثل رواية موسى بن عُقْبَةَ، لكن بحذف "إنَّ" من أوله. وأخرجه ابن خزيمة والسَّرَّاج من طريق أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ "إنَّ لله ملائكة يتعاقبون" وهذه هي الطريقة التي أخرجها البزار. وأخرجه أبو نعيم في الحلية بإسناد صحيح من طريق أبي موسى، عن أبي هريرة بلفظ "إن الملائكة فيكم يتعاقبون".
وإذا عرفت ذلك فالعزو إلى الطريق التي تتحد مع الطريق التي وقع القول فيها أولى من طريق مغايرة لها، فليعز ذلك إلى تخريج البخاري، والنسائي من طريق أبي الزناد؛ لما أوضحته. اهـ كلام الحافظ في "فتح" جـ ٢ ص ٤٢.
(فيكيم) أي المصلين، أو مطلق المؤمنين (ملائكة) جمع مَلَكٍ، واختلف في اشتقاقه، قيل: من الألُوكِ، وقيل: من المألُك، وقيل: غير ذلك.
قال في "المصباح": ألكَ بين القوم، ألْكًا، من بَابِ ضَرَبَ، وألُوكًا،