أوحِيَ إليه أولًا بخمس وعشرين، ثم بسبع وعشرين، تفضلًا من الله تعالى، حيث زاد درجتين، أو يحمل على أن المراد بالعدد التكثير لا التحديد.
وسيأتي تمام البحث في "كتاب الإمامة"(٤٢/ ٨٣٧) إن شاء الله تعالى.
(ويجتمع ملائكة الليل، و) ملائكة (النهار في صلاة الفجر) فيه بيان مَزِيَّة صلاة الفجر جماعة، حيث إن الملائكة تجتمع في وقتها، ومثلها صلاة العصر، كما تقدم في الحديث السابق، فلذلك حَثَّ الشارعُ على المحافظة عليهما، ليكون من حضرهما تَرْفَعُ الملائكة
عمله، وتشفع له.
(واقرؤوا إِن شئتم) أي إن أردتم أن تعرفوا مصداق ذلك من كتاب الله تعالى، فاقرؤوا هذه الآية {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} بالنصب عطفًا على الصلاة، من قوله:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}، أي وأقم قرآن الفجر، أو منصوب على الإغراء، أي وعليك قرآن الفجر، على رأي من يقول: إن أسماء الأفعال تعمل مقدرة، ويقدر على رأي غيرهم "الْزَمْ قرآن الفجرِ"{إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ} أي صلاة الصبح، سميت قرآنًا، وهو القراءة، لأنهَا ركن منها، لا تجوز الصلاة إلا بها، كما سميت ركوعًا، وسجودًا، وقنوتًا؛ أي قيامًا، وإنما خص القراءة بالتسمية هنا