قال السندي: ولا يخفى أن طائفة من الملائكة على البدلية تشهد الصلوات كلها، وكلتا الطائفتين لا يحضرون صلاة الفجر أو العصر بتمامهما أيضًا، لقولهم:"تركناهم وهم يصلون"، فكأنهم يشهدون القرآن جميعًا، ثم تذهب طائفة عند تمام الركعة الثانية من الفجر، أو الرابعة من العصر قبل الفراغ من الصلاة. فليتأمل. والله تعالى أعلم. اهـ.
قال الجامع: وهذا الذي قاله توجيه وجيه. والله أعلم.
تنبيه:
الظاهر أن قوله:"واقرؤوا إن شئتم" من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن عند الشيخين، قال أبو هريرة:"اقرؤوا إن شئتم" الحديث، وهذا يدل على أنه من قول أبي هريرة، وللترمذي في التفسير من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى:{إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}، قال:"تشهده ملائكة الليل، وملائكة النهار" وصححه، وهذا يشهد للأول، ولا تنافي بينهما، لإمكان كون أبي هريرة تارة يرفعه، وتارة يذكره هو من عند نفسه. والله أعلم، وهو المستعان وعليه التكلان.