للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فقال) ذلك الآتي (إِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أُنْزِلَ عليه) بالبناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود إلى المعلوم من السياق، وقد بَيَّنَ ذلك في رواية أخرى، فعند البخاري "قد أنْزِلَ عليه الليلةَ قرآن" قال في الفتح: فيه إطلاق الليلةِ على بعض اليوم الماضي والليلة التي تليه مجازًا، والتنكيرُ في قوله "قرآن" لإرادة البعضية، والمراد قوله

تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ …} [البقرة: ١٤٤] الآيات اهـ. جـ ١ ص ٦٠٣.

(وقد أمر) بالبناء للمفعول أيضًا، أي أمره الله في تلك الآيات المُنْزَلَة عليه (أن يستقبل) "أن" مصدرية، والفعل في تأويل المصدر مجرور بحرف جر محذوف قياسًا، أي بالاستقبال (الكعبةَ) منصوب على المفعولية. سُمِّيَ البيت الحرام كعبة لارتفاعه، وقيل: لتربيعه، قال في المصباح في مادة "كَعَبَ" وكَعَبَت المرأة تَكْعُبُ، من باب قَتَلَ، كِعَابَةً: نَتَأ ثَدْيُها، فهي كاعب، وسميت الكعبة بذلك لنُتُوْئِها، وقيل: لتربيعها وارتفاعها. اهـ.

قال في الفتح: وفيه أنَّ ما أمرَ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يلزم أمَّتهُ، وأنَّ أفعاله يتأسى بها، كأقواله حتى يقوم دليل الخصوص. اهـ.

(فاستقبَلُوهَا) بفتح الموحدة للأكثر، أي فتحولوا إلى جهة الكعبة، والواو في "استقبلوا" لأهل قباء، وقوله (وكانت وجوههم إِلى الشام) تفسير من الراوي للتحول المذكور، ويحتمل أن يكون