للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

{وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ}. انظر شرح ابن عقيل على الألفية، وحاشية الخضري عليه جـ ١ ص ١٤٨.

(فلما انصرف) أي سلم أنس رضي الله عنه من الصلاة (قال لنا: صليتم الظهر) بتقدير أداة الاستفهام، أي أصليتم الظهر؟ فلما أجابوه (قال: إِني صليت العصر، فقالوا: عَجَّلْتَ) وإنما قالوا ذلك مع كون أنس أعلم منهم بالسنة، لا حتمال الخطأ منه (فقال: إنما أصلي كما رأيت أصحابي يصلون) يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه رضي الله عنهم. وفيه دليل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام رضي الله عنهم كانوا يصلون العصر في أول الوقت. وإنما تغير بعدهم في أمراء بني أمية.

وإنما صلى أنس رضي الله عنه في أول الوقت ولم ينتظر الجماعة عملًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حيث قال لأبي ذر رضي الله عنه "إنه سيكون بعدي أمراء يميتون الصلاة، فَصَلِّ الصلاة لوقتها، فإن صُلّيَتْ لوقتها كانت لك نافلة، وإلا كنت قد أحرزت صلاتك"، وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وضرب فخذي: "كيف أنت إذا بقيت في قوم يؤخرون الصلاة عن وقتها"، قال: ما تأمر؟ قال: "صل الصلاة لوقتها، ثم اذهب لحاجتك، فإن أقيمت الصلاة، وأنت في المسجد، فصل" وفي رواية "صل الصلاة لوقتها، فإن أدركتك الصلاة معهم، فصل، ولا تقل: إني قد صليت، فلا أصلي"، وفي رواية "فصلوا الصلاة لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم نافلة". أخرجه مسلم.