(جلس) ولمسلم "يجلس" بصيغة المضارع، ولأبي داود "يجلس أحدهم"(يرقب صلاة العصر) أي ينتظر قرب آخر وقتها، وهو غروب الشمس، ولمسلم "يرقب الشمس"، أي ينتظر غروبها، والجملة مستأنفة استئنافًا بيانيًا، وهو ما يقع جوابًا لسؤال مقدر، كأنه قيل: ما هي صفة تلك الصلاة، التي وصفت بأنها صلاة المنافق، فقال: يجلس ينتظر قرب غروب الشمس … إلخ (حتى إِذا كانت) الضمير راجع إلى الشمس بقرينة السياق، كما بينته رواية مسلم (بين قرني الشيطان) ولأبي داود "حتى إذا اصفرت الشمس، فكانت بين قرني شيطان، أو على قرني شيطان".
ومعنى قرني الشيطان: جانبا رأسه، وهو كناية عن قرب الغروب، وذلك لأن الشيطان عند طلوع الشمس، واستوائها، وغروبها ينتصب دون الشمس، بحيث يكون الطلوع والغروب بين قرنيه، فهو محمول على حقيقته. قاله في المرعاة.
وفي "المنهل" جـ ٣ ص ٣٣٥: اختلفوا فيه، فقيل: هو على حقيقته، وظاهر لفظه، والمراد أن يحاذيها بقرنيه عند غروبها، وكذا عند طلوعها، لأن الكفار يسجدون لها حينئذ، فيقارنها، ليكون الساجد لها في صورة الساجد له، ويخيل لنفسه، ولأعوانه أنهم يسجدون له.
وقيل: هو على المجاز، والمراد بقرنيه علوه، وارتفاعه، وسلطانه، وتسلطه، وغلبة أعوانه، وسجود مطيعه من الكفار للشمس.