فليحذر من تفويتها، كَحذَرِهِ من ذهاب أهله وماله. جزم به الخطابي في المعالم، وقال في أعلام الجامع الصحيح: وتر: أي نقص، ومنه قوله تعالى:{وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}[محمد: ٣٥]، وقيل: سلب أهله وماله، فبقي وترًا، لا أهل له ولا مال. اهـ.
قال العراقي: وهذا يخالف ما حكيته عنه أولًا، وكذا غاير بينهما غيره، قال ابن بطال: قال صاحب العين: الوِتْرُ، والتّرَةُ: الظلم في الدم، يقال منه: وتر الرجل وترًا، وتِرَةً، فمعنى وُتِرَ أهله وماله: سلب ذلك، وحرمه، فهو أشد لغمه وحزنه، لأنه لو مات أهله، وذهب ماله من غير سلب، لم تكن مصيبته في ذلك عنده بمنزلة السلب، لأنه يجتمع عليه في ذلك غَمَّان، غم ذهابهم، وغم الطلب بوترهم، وإنما مثله - صلى الله عليه وسلم - فيما يفوته من عظيَم الثواب، ثم قال: وقد يحتمل أن يكون عنى بقوله: "فكأنما وتر أهله وماله" أي نقص ذلك، وأفرد منه، من قوله تعالى:{وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}، أي لن ينقصكم، والقول الأول أشبه بمعنى الحديث. اهـ.
وقال ابن عبد البر رحمه الله: معناه عند أهل اللغة، والفقه: أنه يصاب بأهله وماله إصابةً يطلب بها وترا، والوتر الجناية التي يطلب ثأرها، فيجتمع عليه غَمَّان، غَمُّ المصيبة، وغم مُقَاساةِ طلب الثأر. وقال الداودي من المالكية: معناه يتوجه عليه من الاسترجاع ما يتوجه