كَرِيم، وكِرَام، ويتعدى بالهمزة، والتضعيف، والسَّقام، بالفتح اسم منه. اهـ.
والضعيف أعم من السقيم، لأنه يتناول من به سقم، ومن ذهبت قوته كالشيخ الهرم، وكل عاجز عن الحضور، فعطف الثاني على الأول لشدة الاهتمام. أفاده في المنهل جـ ٣ ص ٣٤٧.
فقوله:"ضعف الضعيف": مبتدأ، وقوله:"سقم السقيم" عطف عليه، والخبر محذوف وجوبًا كما تقدم، أي موجودان، وزاد أحمد في روايته "وحاجة ذي الحاجة"، وجواب "لولا" قوله: (لأمرت بهذه الصلاة أن تؤخر إِلى شطر الليل) يريد قريب نصفه.
والمعنى: لولا الضُّعْفُ، والسُّقمُ موجودان في الناس لأمرت بتأخير هذه الصلاة دائمًا إلى شطر الليل، لكن تركت ذلك لدفع المشقة، فَبَيَّنَ - صلى الله عليه وسلم - فضيلة تأخير صلاة العشاء من وجهين:
أحدهما: أن الناس في حالة التأخير يكونون في صلاة ما داموا منتظرين لها.
ثانيهما: أن تأخيرها إلى شطر الليل أكثر ثوابًا، لكون ذلك وقتها المستحب، حيث قال في حديث عائشة:"إنه الوقت"، أي الوقت المستحب، لكن رعايةً لجانب أصحاب الأسقام، والعاجزين الذين لا يستطيعون التأخير قدمها، فإن في إحراز فضيلة التأخير، تفويت فضيلة تكثير الجماعة، وهي أهم هذا.