بين ٥٨ إلى ٦٠، وَلاه النبي - صلى الله عليه وسلم - الأذان بمكة يوم الفتح. وقال النووي عن ابن قتيبة أن اسمه سليمان، واستغربه. اهـ. "تت".
أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، ومسلم، والأربعة. والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد
منها: أنه من رباعيات المصنف وهو ٣٠ من رباعيات الكتاب، وهي أعلى ما وقع للمصنف من الأسانيد، كما تقدم غير مرة.
ومنها: أن رجاله موثوقون، وأنهم مكيون، إلا شيخه، فبصري.
ومنها: أن فيه رواية الراوي عن أبيه، وجده. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن أبي محذورة) أوس بن مِعْيَر على الصحيح القرشي الجُمَحي الصحابي المؤذن المكي رضي الله عنه (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقعده، فألقى عليه الأذان) يقال: ألقيته عليه: إذا أمليته، وهو كالتعليم، كما قاله الفيومي، أي أملى عليه كلمات الأذان (حرفًا حرفًا) أي كلمة كلمة، من إطلاق الجزء وإرادة الكل، وانتصابه على الحال، وإن كان غير مشتق، لأن غير المشتق يقع حالًا بكثرة إذا كان ظاهر التأويل بمشتق، كأن يدل على الترتيب، كادخلوا رجلًا رجلًا، أي مترتبين، وكهذا المثال، قال ابن مالك رحمه الله: