للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مالي ولسليم؟ ثم تمر قبيلة، فيقول: من هذه؟ فيقول: مُزَيْنَة، فيقول: مالي، ولمزينة؟ حتى نفرت القبائل، فمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كَتِيبَتِه المهاجرون والأنصار، لا يُرَى منهم إلا الحَدَق من الحديد، قال: من هؤلاء؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المهاجرين والأنصار، قال: يا أبا الفضل قد أصبح مُلْك ابن أخيك عظيمًا.

قال: إنها النبوة، قال: نعم إذًا، قال: الْحَقْ إلى قومك، فجاء، فصرخ بأعلى صوته، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قِبَلَ لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقامت إليه هند بنت عتبة، وأخذت بلحيته وقالت: اقتلوا الشيخ الحميت الدسم الأحمس (١) قَبُحَ مِنْ طَليعَة قوم، قال: لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فتفرق الناس إلى دورهم، وإلى المسجد، ولما انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى طوى وقف على راحلته معتجِرًا (٢) بشِقَّة بُرْدة حمراء، وإنه ليضع رأسه تواضعًا لله حين رأي ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن عُثْنُونه (٣) تكاد تمس واسط الرحل، فلما دخل مكة دخل المسجد، فأتاه أبو بكر بأبيه، يقوده،


(١) الحميت: الزق، والأحمس: الشديد، والأحمس: الذي لا خير فيه. انتهى من عيون الأثر.
(٢) معتجرًا: أي متلففًا، يقال: اعتجر الرجل: لف العمامة على رأسه. انتهى من المصباح.
(٣) العثنون: بضم العين والنون بينهما مثلثة ساكنة: اللحية، أو ما فضل منها بعد العارضين، أو ما نبت على الذقن، وتحته سفلًا، أو هو طولها. انتهى "ق".