للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال: هلا تركت الشيخ في بيته حتى آتيه، فقال: هو أحق أن يمشي إليك، فمسح صدره، وقال: أسلم، فأسلم، ورأى كان رأسه ثَغَامَة (١)، فقال: غيروا هذا بشيء.

وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فرق جيشه من ذي طوى- الزبيرَ أن يدخل بمن معه من كُدًى، وكان على المجنبة اليسرى، وأمر سعد بن عبادة أن يدخل من كَدَاء، فذكروا أن سعدًا قال: اليوم يوم الملحمة، اليوم يوم تستحل الحرمة، فسمعها عمر وغيره، فقالوا: يا رسول الله ما نأمن أن يكون لسعد في قريش صولة.

فقال لعلي: خذ الراية، وادخل بها، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد، وكان على الميمنة، فدخل من أسفل مكة، فلقيه بنو بكر، فقاتلوه، فقتل منهم عشرين رجلًا، وانهزموا، وارتفعت منهم طائفة على الجبل، وتبعهم المسلمون بالسيوف، ولما علا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه كدا نظر إلى البارقة على الجبل مع فضض المشركين، فقال: ألَمْ أنْهَ عن القتال؟ فقال المهاجرون نظن أن خالدًا قوتل، فلم يكن بد من أن يقاتل من قاتله، وما يعصيك، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عهد إلى أمرائه أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم، لكنه أمر بقتل نفر سماهم، وإن وُجِدُوا تحت أستار الكعبة، منهم عبد الله بن أبي سرح، وكان قد أسلم، وكتب


(١) الثغام: مثل سلام: نبت يكون بالجبال غالبًا إذا يبس، أبيض، ويشبه به الشيب. انتهى. المصباح.