الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله". أخرجه في الصحيح. قالوا: لأنه ليس لأحد أن يجمع ذكر الله تعالى مع غيره في ضمير، ولله أن يفعل في ذلك ما يشاء.
وقالت فرقة: في الكلام حذف، تقديره: إن الله يصلي، وملائكته يصلون، وليس في الآية اجتماع في ضمير، وذلك جائز للبشر فِعْلُهُ، ولم يقل رسول الله: "بئس الخطيب أنت" لهذا المعنى، وإنما قاله لأن الخطيب وقف على "ومن يعصهما"، وسكت سكتة. واستدلوا بما رواه أبو داود عن عدي بن حاتم: أن خطيبًا خطب عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: من يطع الله ورسوله، ومن يعصهما. فقال: "قم -أو اذهب- بئس الخطيب أنت". إلا أنه يحتمل أن يكون لما خطأه في وقفه، وقال له: "بئس الخطيب" أصلح له بعد ذلك جميع كلامه، فقال: "قل: ومن يعص الله ورسوله". كما في صحيح مسلم، وهو يؤيد القول الأول بأنه لم يقف على "من يعصهما". انظر تفسير القرطبي جـ ١٤ ص ٢٣٢.
وفي الحديث الحث على الصلاة في الصف المقدم، وسيأتي تمام البحث فيه في موضعه من كتاب الإمامة، إن شاء الله تعالى.
(والمؤذن يغفر له بمد صوته) تقدم الخلاف في ضبطه، ومعناه في الحديث السابق (ويصدِّقُهُ كل من سمعه من رطب ويابس) أي يشهد له يوم القيامة، أو يصدقه يوم يسمع، ويكتب له أجر تصديقهم