والحصاص -بالحاء، والصاد، المهملتين- هو الضراط، كما في الرواية الأخرى، وقيل: شدة العدو.
وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: إن شيئًا من الخلق لا يستطيع أن يتحول في غير خلقه، ولكن للجن سَحَرَة، كسَحَرَة الإنس، فإذا خشيتم شيئًا من ذلك، فأذنوا بالصلاة.
وقال مالك بن أنس استُعْمِلَ زيدُ بن أسلم على معدن بني سليم، وكان معدنًا لا يزال يصاب فيه الناس من الجن، فلما وليهم شكوا ذلك إليه، فأمرهم بالأذان، وأن يرفعوا أصواتهم به، ففعلوا، فارتفع ذلك عنهم، فهم عليه حتى اليوم. قال مالك: وأعجبني ذلك من رأي زيد ابن أسلم. انتهى. "طرح" جـ ٢ ص ٢٠٣ - ٢٠٤. والله تعالى أعلم.
فائدة:
قال ابن بطال -رحمه الله-: يشبه أن يكون الزجر عن خروج المرء من المسجد بعد أن يؤذن المؤذن من هذا المعنى، لئلا يكون متشبهًا بالشيطان الذي يفر عند سماع الأذان. والله أعلم. انتهى. طرح جـ ٢ ص ١٠٤. والله تعالى أعلم.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب.