للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال: استدللت من هذا الحديث، وعلمت أن الشيطان سيرضى أن يصالحه بأن يذكره موضع ماله، ويمنعه الإخلاص في صلاته، فعجب الناس من حسن انتزاعه، واستدلاله. انتهى ما ذكره ابن بطال. انتهى "طرح" جـ ٢ ص ٢٠٤

قال الجامع: عندي فيما ذكره ابن بطال نظر؛ لأنه إذا دخل في الصلاة بقصد تذكر شيء نسيه، من مال أو غيره، فأين تجريدُ الإخلاص لله تعالى، وعدمُ إجراء شيء من أمور الدنيا في قلبه؟ وأيضًا في صحة هذه الحكاية في قلبي شيء. والله أعلم.

المسألة العاشرة: قال صاحب الطرح رحمه الله تعالى: هل يتوقف هروب الشيطان من الأذان على كونه أذانًا شرعيًا، مستجمعًا للشروط، واقعًا في الوقت، مقصودًا به الإعلام بدخول وقت الصلاة، أو يهرب من الإتيان بصورة الأذان، وإن لم يوجد فيه ما تقدم:

الأقرب عندي الأول، وكلام أبي صالح السمان، راوي الحديث عن أبي هريرة يدل على أنه فهم الثاني، ففي صحيح مسلم من رواية رَوْح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، قال: أرسلني أبي إلى بني حارثة، ومعي غلام لنا، أو صاحب لنا، فناداه مناد من حائط باسمه، قال: وأشرف الذي معي على الحائط، فلم ير شيئًا، فذكرت ذلك لأبي، فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك، ولكن إذا سمعت صوتًا، فناد بالصلاة، فإني سمعت أبا هريرة، يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولَّى وله