للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كلهم، فما رأى أحدًا منهم يصليهما قبل المغرب.

وفي رواية: إن أبا بكر، وعمر، وعثمان، كانوا لا يصلون الركعتين قبل المغرب.

وقيل لإبراهيم: إن ابن أبي الهذيل كان يصلي قبل المغرب ركعتين، فقال: إن ذاك لا يعلم.

قال محمد بن نصر: ليس في حكايته هذا الذي روي عن إبراهيم أنه رمقهم، فلم يرهم يصلونهما دليل على كراهتهم لهما، إنما تركوهما لأن تركهما كان مباحًا، ألا ترى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه لم يرو عنه أنه ركعهما، غير أنه رغب فيهما، وكان ترغيبه فيهما أكثر من فعله لو فعلهما من غير أن يرغب فيهما، وقد يجوز أن يكون أولئك الذين حكى عنهم من حكى أنه رمقهم، فلم يرهم يصلونهما قد صلوهما في غير الوقت الذي رمقهم هذا.

ويجوز أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد ركعهما في بيته حيث لم يره الناس، لأن أكثر تطوعه كان في منزله. وكذلك الذين رمقوا بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - يجوز أن يكونوا قد صلوا في بيوتهم، ولذلك لم يرهم الذي رمقهم يصلونهما، فإن كثيرًا من العلماء كانوا لا يتطوعون في المسجد.

عن زيد بن وهب، قال: لما أذن المؤذن للمغرب قام رجل، فصلى ركعتين، وجعل يلتفت في صلاته، فعلاه عمر بالدرة، فلما قضى

الصلاة، قال: يا أمير المؤمنين، نعم ما كسوت، قال: رأيتك تتلفت