(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص - رضي الله عنهما - (عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن سليمان بن داود - صلى الله عليه وسلم - لما بني بيت المقدس) والمراد فراغه من بنائه، لما في رواية ابن ماجه "لَمَّا فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس".
(سأل الله عز وجل خلالًا ثلاثة) الخلال -بالكسر- جمع خَلَّة، كَخَصْلَة وخِصَال، وزنًا ومعنى، و"ثلاثة" صفة، أو بدل، أو عطف بيان، له. وإنما أنث "ثلاثة" مع كون المعدود مؤنثًا؛ لأن وجوب تذكير العدد لتأنيث المعدود إنما هو إذا وقع المعدود تمييزًا، وأما إذا قدم أو حذف فلا يجب. كما هو مقرر في محله.
(سأل الله عز وجل حكمًا يصادف حكمه) أي يوافق حكم الله عز وجل. والمراد: التوفيق للصواب في الاجتهاد، وفصل الخصومات بين الناس. قاله السندي (فأوتيه) أي أعطاه الله ذلك. هذه هي إحدى الخلال الثلاث.
(وسأل الله عز وجل ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده) أي لا ينبغي لأحد أن يسأله, فكأنه سأل منع السؤال بعده، حتى لا يتعلق به أمل أحد، ولم يسأل منع الإجابة. وقيل: إن سؤاله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده, ليكون محله وكرامته من الله ظاهرًا في خلق السموات