{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}[التوبة: ١٠٨]، يؤيد كون المراد مسجد قباء، وعند أبي داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"نزلت {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} في أهل قباء".
وعلى هذا فالسر في جوابه - صلى الله عليه وسلم - بأن المسجد الذي أسس على التقوى مسجده رفع توهم أن ذلك خاص بمسجد قباء. والله أعلم.
قال الداودي وغيره: ليس هذا اختلافًا؛ لأن كلا منهما أسس على التقوى، وكذا قال السهيلي، وزاد غيره أن قوله تعالى:{مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} يقتضي أنه مسجد قباء؛ لأن تأسيسه كان في أول يوم حل النبي - صلى الله عليه وسلم - بدار الهجرة. والله أعلم. انتهى. "فتح" جـ ٧ ص ٢٨٨ - ٢٨٩.
وقال العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسيره: وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن خزيمة، وابن حبان، وأبو الشيخ، والحاكم، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري، قال: اختلف رجلان، رجل من بني خدرة، وفي لفظ: تماريت أنا ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال الخدري: هو مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: العَمْرِي: هو مسجد قباء، فأتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألاه عن ذلك؟ فقال:"هو هذا المسجد"، لِمَسْجِدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:"وفي ذلك خير كثير"، يعني مسجد قباء.