للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كانت في السفر، وكان خرج لحاجته فتبعه جابر وحده.

ومنها: أن في هذه القصة أنه - صلى الله عليه وسلم - غرس الجريدة بعد أن شقها نصفين.

وفي حديث جابر "أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر جابرا بقطع غصنين من شجرتين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - استتر بهما عند قضاء حاجته، ثم أمر جابرا فألقى الغصنين عن يمينه وعن يساره حيث كان النبي - صلى الله عليه وسلم - جالسا وأن جابرا سأله عن ذلك؟ فقال: "إني مررت بقبرين يعذبان، فأحببت بشفاعتي أن يرفع عنهما ما دام الغصنان رطبين" ولم يذكر في قصة جابر أيضا السبب الذي كان يعذبان به، ولا الترجي الذي في قوله لعله، فبان تغاير حديث ابن عباس، وحديث جابر، وأنهما كانا في قصتين مختلفتين، ولا يبعد تعدد ذلك.

وقد روى ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة "أنه - صلى الله عليه وسلم - مرّ بقبر، فوقف عليه، فقال: ائتوني بجريدتين، فجعل إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه" فيحتمل أن تكون هذه قصة ثالثة، ويؤيده أن في حديث أبي رافع كما تقدم "فسمع شيئا في قبر" وفيه "فكسرها باثنين، ترك نصفها عند رأسه ونصفها عند رجليه"، وفي قصة الواحد جعل نصفها عند رأسه ونصفها عند رجليه، وفي قصة الاثنين جعل على كل قبر جريدة اهـ فتح، جـ ١/ ص ٣٨٢.

"المسألة الرابعة": في قوله "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا".

قال في الفتح: قال المازري: يحتمل أن يكون أوحي إليه أن العذاب يخفف عنهما هذه المدة انتهى، وعلى هذا فلعل هنا للتعليل، قال: ولا يظهر له وجه غير هذا، وتعقبه القرطبي بأنه لو حصل الوحي لما أتى بحرف الترجي، كذا قال، ولا يرد عليه ذلك إذا حملناها على التعليل.

قال القرطبي: وقيل إنه شفع لهما هذه المدة كما صرح به في حديث