الله تعالى يعذب الموتى في قبورهم، ويحدث الآلام، وهم لا يشعرون، فإذا حشروا وجدوا تلك الآلام كالسكران والمغشي عليه، إن ضُربوا لم يجدوا ألما، فإذا عاد عقلهم إليهم وجدوا تلك الآلام، وأما باقي المعتزلة مثل ضرار بن عمرو وبشر المريسي ويحيى بن كامل، وغيرهم، فإنهم أنكروا عذاب القبر أصلا، وهذه الأقوال كلها فاسدة تردها الأحاديث الثابتة وإلى الإنكار أيضا ذهب الخوارج، وبعضى المرجئة
ثم المعذب عند أهل السنة والجماعة الجسد بعينه أو بعضه بعد إعادة الروح إلى جسده، أو إلى جزئه، وخالف في ذلك محمَّد بن جرير، وطائفة، فقالوا: لا يشترط إعادة الروح، وهذا أيضا فاسد اهـ عمدة القاري جـ ٢/ ص ٤٣٤.
قال الجامع عفا الله عنه: في قولهم: إن المعذب الجسد بعينه أو بعضه ليس دليل قاطع فيه، بل الأدلة مطلقة، كلما أفاده الحافظ في الفتح في الجنائز جـ ٣/ ص ٢٧٥.
وقد جاء في عذاب القبر أحاديث كثيرة:
منها. حديث الباب ..
ومنها: حديث عائشة رضي الله عنها "أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر، قالت عائشة فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب القبر فقال: نعم عذاب القبر حق، قالت: فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدُ صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر" رواه الشيخان.
ومنها: حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم" رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن.