أخرجه البخاري ومسلم؛ فأخرجه البخاري في "اللباس" عن علي ابن عبد الله، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم به، بلفظ قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من سفر، وقد سترت على سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه هتكه، وقال:"أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يُضاهُون بخلق الله". قالت: فجعلته وسادة، أو وسادتين.
ومسلم فيه عن أبي بكر بن أبي شيبة -وزهير بن حرب- كلاهما عن ابن عيينة، به.
وأخرجه البخاري في "الصلاة" من حديث أنس رضي الله عنه، قال: حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس:"كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أميطي عنا قِرامك هذا؛ فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي".
المسألة الرابعة: في ذكر اختلاف أهل العلم في حكم الصور:
قال الخطابي رحمه الله: فيه دليل على أن الصور كلها منهي عنها سواء كانت أشخاصاً ماثلة، أو غير ماثلة، كانت في ستر، أو بساط، أو في وجه جدار، أو غير ذلك. قال ابن بطال رحمه الله: علم من الحديث النهي عن اللباس التي فيها التصاوير بالطريق الأولى، وهذا كله على الكراهة، فإن من صلى فيه فصلاته مجزئة؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- لم يعد