منها: أنه من سداسيات المصنف، وأن رجاله كلهم ثقات، وفيه رواية تابعي عن تابعي، إسماعيل، عن أوس، وفيه من صيغ الأداء الإخبار، والإنباء، والعنعنة. والله أعلم.
شرح الحديث
(عن أبي مسعود) البدري، رضي الله عنه، أنه (قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) خبر بمعنى الأمر أي ليؤم القوم أقرؤهم، بدليل حديث عمرو بن سَلمَةَ الآتي (١١/ ٧٨٩) "ليؤمكم أكثركم قرآناً".
يعني أنه يقدم الأقرأ لكتاب الله تعالى في الصلاة بالناس على غيره.
وقد اختُلف في المراد من الأقرأ، فقيل: المراد أحسنهم قراءة، وأعلمهم بأحكامها، وإن كان أقلهم حفظاً. وقيل: أكثرهم حفظاً للقرآن، ويدلّ عليه حديث عمرو بن سَلِمة المذكور. وقيل: المراد به الأفقه؛ لأنك إذا اعتَبَرت أحوالَ الصحابة وجدت أن أفقههم أقرؤهم، فيكون المراد من قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أقرؤهم لكتاب الله"، أي أعلمهم به (١).
قال الجامع عفا الله عنه: الأقرب تفسيره بالأكثر حفظاً للقرآن،