للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحديث: "أقرؤهم" لأنهم أسلموا رجالاً، فتفقهوا فيما علموا من الكتاب والسنة، أما اليوم فيتعلمون القرآن، وهم صبيان، لا فقه لهم.

وقال الليث: يؤمهم أفضلهم، وخيرهم، ثم أقرأهم، ثم أسنهم إذا استووا.

وقال الشافعي: يؤمهم أقرؤهم، وأفقههم، فإن لم يجتمع ذلك، قدم أفقههم إذا كان يقرأ ما يكتفى به في صلاته، وإن قدم أقرؤهم، وعلم ما يلزمه في الصلاة فحسن.

وقال الأثرم: قلت لأحمد بن حنبل: رجلان أحدهما أفضل من صاحبه، والآخر أقرأ منه؟ فقال: حديث أبي مسعود: "يؤم القوم أقرؤهم". قال: ألا ترى أن سالماً مولى أبي حذيفة كان مع خيار أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، منهم عمر، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وكان يؤمهم؛ لأنه جمع القرآن. وحديث عمرو بن سَلِمَة "أفهم للقرآن" (١)، فقلت له: حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مروا أبا بكر، فليصل بالناس" أليس هو خلاف حديث أبي مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يؤم القوم أقرؤهم"؟، فقال: إنما قوله لأبي بكر "يصلي بالناس" إنما أراد الخلافة، وكان لأبي بكر فضل بَيِّن على غيره، وإنما الأمر في الإمامة إلى القراءة، وأما قصة أبي بكر فإنما أراد الخلافة.


(١) هكذا نسخة "التمهيد"، وهو غير واضح المعنى، ولفظ عمرو بن سلمة الآتي: "فكنت أكثرهم قرآناً".