للبخاري:"فسوّى الناس صفوفهم، فخرج" بالفاء، وفي رواية له "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج، وقد أقيمت الصلاة". وفي مستخرج أبي نعيم:"فصف الناس صفوفهم، ثم خرج علينا".
ولفظ المصنف في الرواية الآتية (٢٤/ ٨٠٩) من طريق يونس، عن ابن شهاب:"أقيمت الصلاة، فقمنا، فعدلت الصفوف قبل أن يخرج إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا قام في مصلاه قبل أن يكبر، فانصرف، فقال لنا: "مكانكم"، فلم نزل قياماً ننتظره، حتى خرج إلينا، قد اغتسل، ينطف رأسه ماء، فكبر، وصلى". ونحوه لمسلم في صحيحه.
قال النووي رحمه الله: فقوله: "قبل أن يكبر" صريح في أنه لم يكن كبر، ودخل في الصلاة، ومثله في رواية البخاري:"وانتظرنا تكبيره". وفي رواية أبي داود: أنه كان دخل في الصلاة. فتحمل هذه الرواية على أن المراد بقوله:"دخل في الصلاة" أنه قام في مقامه للصلاة، وتهيأ للإحرام بها. ويحتمل أنهما قضيتان، وهو الأظهر.
وظاهر هذه الأحاديث أنه لما اغتسل وخرج لم يجددوا إقامة الصلاة. وهذا محمول على قرب الزمان، فإن طال فلابد من إعادة الإقامة، ويدل على قرب الزمان في هذا الحديث قوله -صلى الله عليه وسلم-: "مكانكم". وقوله:"خرج إلينا، ورأسه ينطف ماء"، انتهى كلام