للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبي بن كعب) "إذا" فجائية، و"هو" مبتدأ في محل رفع، و"أُبَيّ" خبره، والجملة جواب "لَمَّا" (فقال) أبىّ رضي الله عنه اعتذاراً إلى قيس بن عُباد في تأخيره عن الصف المقدم (يا فتى، لا يسؤك الله) هكذا نسخ "المجتبى"، ومثله في "صحيح ابن خزيمة" "لا يسؤك" بالجزم، فـ "لا" ناهية، ووقع في "الكبرى" "لا يسوءك" بالرفع، وهو الذي في "مسند أحمد"، وعليه فـ "لا" نافية، وهو دعاء له بأن يؤمنه الله تعالى من السوء (إِن هذا عهد من النبي -صلى الله عليه وسلم- إِلينا) العهد: الوصية، يقال: عهد إليه، يعهد، من باب تَعِبَ. إذا أوصاه. قاله الفيومي (١) (أن نليه) "أن" مصدرية، والفعل في تأويل المصدر مجرور بحرف جر محذوف قياساً، كما قال في "الخلاصة":

وَعَدِّ لَازِمًا بِحَرْفِ جَرِّ … وَإنْ حُذِفْ فَالنَّصْبُ لِلْمُنْجَرِّ

نَقْلاً وَفِي أَنَّ وَأَنْ يَطَّرِدُ … مَعْ أَمْنِ لَبْسٍ كعَجِبْتُ أَنْ يَدُوا

أي بولايته، أو في محل نصب على أنه مفعول له، بتضمين "عهد" معنى الإلزام، كما قاله العلامة السمين الحلبي (٢).

وفيه أن السنة تقدم أهل الفضل في الصف الأول، وقد تقدم ما


= عصفور، نحو قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا} الآية. انظر تفاصيل المسألة في "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" جـ ١ ص ٢١٩.
(١) المصباح جـ ٢ ص ٤٣٤.
(٢) انظر "الدر المصون في علوم الكتاب المكنون" جـ ٢ ص ٢٧٥ في تفسير آية {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ} الآية.