أخرجه أحمد، وابن ماجه بسند صحيح، عن أنس رضي الله عنه:"أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحب أن يليه المهاجرون، والأنصار، ليحفظوا عنه".
وأخرج الطبراني في "الكبير" عن سمرة رضي الله عنه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"ليقم الأعراب خلف المهاجرين والأنصار، ليقتدوا بهم في الصلاة". وهو من رواية الحسن عن سمرة، وفيه خلاف، لكن يشهد له ما تقدم من حديث أبي مسعود، وابن مسعود، رضي الله تعالى عنهما. والله تعالى أعلم.
(ثم استقبل القبلة) لعل استقباله للقبلة لتفخيم هذا الأمر (فقال: هلك أهل العُقَد، ورب الكعبة) العُقَد -بضم العين المهملة- وفتح القاف، جمع عُقْدَة -بضم، فسكون- وضبطه بعضهم بفتح، فسكون. قال في "النهاية": يعني أصحاب الولايات على الأمصار، من عقد الألوية للأمراء، ووقع عند أحمد. "العُقْدَة" بصيغة الإفراد - يعني البيعة المعقودة للوُلاة (١)(ثلاثاً) أي قال ذلك ثلاث مرات.
والظاهر أن أبياً رضي الله عنه قال ذلك لمَّا رأى من بعض الأمراء انحرافًا وظلمًا للرعية وحملاً للناس الذين يُوَلُّونهم على موافقتهم في ذلك. والله أعلم.
(ثم قال: والله ما عليهم آسى) مضارع أَسِي، وأصله أَأْسَى،