للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يُقَوَّم، فإذا قُوّمَ، وأنَى له أن يُرَاش، ويُنصَل، فهو القِدْح، فإذا ريش، وركب نَصْلُهُ فِيه صار نَصْلاً. انتهى (١).

والغرض من التشبيه المبالغةُ في تسوية الصفوف؛ لأن القِدْح لا يصلح لما يراد منه إلا بعد انتهائه في الاستواء، فهو يدلّ على أنه كان يسوي الصفوف تسوية تامة.

ووقع في رواية مسلم. "حتى كأنما يُسوَّي بها القِدَاح". قال النووي رحمه الله: معناه يبالغ في تسويتها، حتى تصير كَأنما يُقَوَّمُ بها السهامُ، لشدة استوائها واعتدالها. انتهى (٢).

(فأبصر رجلاً خارجاً صدرُه) بالرفع فاعل "خارجاً" (من الصفّ) متعلق بـ "خارجاً"، وعند مسلم: "حتى رأى أنا قد عقلنا عنه، ثم خرج يوماً، فقام, حتى كاد يكبر، فرأى رجلاً بادياً صدره من الصف" … وعند أبي داود: "حتى إذا ظن أن قد أخذنا ذلك عنه، وفَقِهْنَا، أقبل ذات يوم بوجهه، إذا رجل مُنتبذ بصدره"

(فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لَتقيمن صفوفكم) بفتح اللام، وهي اللام الموطّئة التي يُتلقّى بها القسم، والقسم مقدر، وقد أبرز في رواية لأبي داود، ولفظها: "أقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الناس


(١) "لسان" جـ ٥ ص ٣٥٤٢.
(٢) شرح مسلم جـ ٤ ص ١٥٧.