تنطبع في المرآة، فيرى أمثلتهم فيها، فيشاهد أفعالهم. انتهى (١).
قال الجامع عفا الله عنه: هذه الأقوال -غير الأول- لا أثارة عليها من علم، بل هي تخمينات، وظنون، وقول بلا علم، ومن واجب المسلم العاقل أن لا يقول لغير علم، ولا يحكم بغير بينة.
قال الله تعالى:{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[الإسراء: ٣٦]، فالواجب في مثل هذا، الوقوف على ما أثبته النص، من كونه -صلى الله عليه وسلم- يرى من خلفه، كما يرى من أمامه، والكف عنه الخوض في كيفية الرؤية؛ لأنه قول بلا علم، وتفويض حقيقة الأمر إلى الذي خصه بهذه المعجزة العظيمة، والمنة الجسيمة. والله المستعان وعليه التكلان.
قال الجامع عفا الله عنه: حديث أنس رضي الله عنه هذا صحيح. وهو من أفراد المصنف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا ٢٧/ ٨١٣، وفي "الكبرى" ٢٧/ ٨٨٥ بالسند المذكور، وأخرجه أحمد في مسنده جـ ٣ ص ٢٦٨، ٢٨٦. والله تعالى أعلم.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب.